الكثير من الاطفال يرغبون في الصوم مثل الكبار، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن للاطفال ان يصوموا؟
لا شك في ان القرار بالسماح للطفل الصوم يلقي مسؤولية كبيرة على الاهل.
ويتعلق الامر بسن الطفل وحالته الصحية والنفسية، لذلك ينصح باستشارة طبيب الاطفال الذي باستطاعته تحديد امكانية صيام الطفل ام لا.
وبصورة عامة، لا ينصح بصوم الطفل خصوصا الصغار في السن، اذ ان الامر قد يؤثر على نموه، اي على وزنه وطوله. ولذلك ينصح بان يبدا الطفل بالصيام بعد سن 10 سنوات، مع مراعاة التدابير والخطوات المتعلقة بالصوم.
وهنالك حالات ليس من المحبذ فيها صيام الطفل، وخاصة اذا كان يعاني من: فقر دم, مرض سكري الاطفال, الوزن المنخفض مع فقدان الشهية.
اما في حالة صوم الطفل فمن المهم ان يتم الصيام بشكل تدريجي. فالطفل حتى سن عشر سنوات لا ينصح بان يصوم الشهر كله، بل ينصح بتحديد ايام الصوم. مثلا : اول يوم من شهر رمضان واخر يوم منه، او الامتناع عن الطعام فقط والاستمرار بشرب الماء او تحديد ساعات الصوم خلال النهار، مثلا من الثامنة صباحا حتى الثانية بعد الظهر.
كيف يمكن للطفل صوم شهر رمضان؟
من المهم اتباع نظام غذائي متوازن خلال شهر رمضان بحيث يضمن تناول الطفل جميع الانواع الغذائية والعناصر الغذائية الاساسية الضرورية لنموه. اي، من الضروري الاهتمام بان يشمل نظامه الغذائي المعادن والفيتامينات المختلفة مثل: A ,B6, الكالسيوم, الحديد, الزنك, المغنيزيوم والبوتاسيوم وان يحصل على السعرات الحرارية التي يحتاجها جسمه، بحيث لا يكون صوم رمضان سببا لنقص في الطاقة الاساسية للطفل.
كما يجب الاهتمام بتوفير الكمية اللازمة من السوائل بعد ساعات الصوم لمنع الجفاف, الامساك, الالتهابات البولية وغيرها.
وينصح بشرب الماء والتقليل من العصائر المصنعة، لكونها غنية بالسعرات الحرارية وخاصة السكر, اذ يمكن استبدالها لفترات متباعدة بالعصائر الطبيعية، مثل البرتقال, الجزر نظرا لكونها غنية بالفيتامينات والمعادن المختلفة.
وفي حالة صوم الطفل يطلب من الاهل الانتباه اليه. فان شعر بالتعب او لم يستطع تحمل الصوم يجب التوقف عنه والافطار.
النظام الغذائي للاطفال خلال صوم رمضان:
على الاهل الاهتمام بالنظام الغذائي للطفل الصائم من حيث ترتيب الوجبات والتنويع في الاغذية المفيدة.
ومن المهم عدم التاخير في وجبة الافطار، التي يفضل ان تشمل:
1- اعطاء الطفل حبتين من التمر او كاسا من العصير للافطار. فالتمر او كاس العصير يحتويان على الكثير من المعادن والفيتامينات والالياف وسكر الفاكهة (البروكتوز)، اي الطاقة السريعة للتعويض عن النقص الناجم عن الصوم خلال النهار.
2- الشوربة: (الخضروات, العدس, الفريكة وغيرها) للتعويض عما فقده من السوائل.
ينصح بتحضير الشوربة من الخضار الطازجة بدون مساحيق الشوربة الغنية بالملح والتي تزيد من العطش، بدلا من استعمال الاعشاب والبهارات المختلفة.
3- الخضروات: لها اهمية كبرى على مائدة الافطار بجميع اشكال تحضيرها، سواء كانت مطبوخة او كسلطة لانها غنية بالماء والفيتامينات، مما يساعد على الشعور بالشبع.
4- ما يميز مائدة رمضان هو تنوع الاطعمة والمقبلات من المعجنات المختلفة او الاطعمة المقلية. وينصح بتحديد هذه المقبلات وتقديمها مرة واحدة او مرتين اثنتين فقط في الاسبوع.
5- ينصح بان يكون هنالك طبق رئيسي واحد وليس العديد من الاطباق، بحيث يحتوي الطبق الرئيسي على نوع من مجموعة البروتينات، كاللحوم بانواعها المختلفة، وكذلك على النشويات كالارز، البطاطا او المعكرونة.
اما بالنسبة للحلويات الغنية بالدهون والسكريات فيفضل تحديد استهلاكها والتقليل من تقديمها للطفل وتفضيل الفواكه او الارز بالحليب، لانه غني بالكالسيوم الضروري لنمو العظام.
ماذا بالنسبة لوجبة السحور؟
للسحور اهمية كبيرة، وخاصة للطفل الصائم. وينصح بتاخير هذه الوجبة قدر الامكان لكي تكون قريبة من موعد بدء الصوم. وتكمن اهميتها الرئيسية في انها تمنح الطفل الطاقة اللازمة والتي تساعده على تحمل الصوم في النهار.
ينصح بان تشمل وجبة السحور جميع مجموعات الغذاء، وبشكل خاص عنصر الكالسيوم المتوفر في منتجات الحليب والالبان الغنية، ايضا، بالبروتين مثل البيض, الحليب, اللبنة والجبن، اضافة الى النشويات التي تزود الجسم بالطاقة، مثل الخبز والحبوب.
كما يفضل التنويع في الخضروات والامتناع عن تقديم المكابيس والمخللات لاحتوائها على الملح.
واخيرا، ينصح بان لا يقوم الطفل باي مجهود شاق خلال ساعات الصوم مع الانتباه الدائم الى حالته العامة.