سأل رجل حاتم الطائي، وهو مضرب أمثال العرب في الكرم
فقال: يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم؟
قال: نعم غلام يتيم من طي نزلت بفنائه وكان له عشرة رؤوس من الغنم
فعمد إلى رأس منها فذبحه، وأصلح من لحمه ، وقدمه إلي وكان فيما قدم إلي
الدماغ فتناولت منه فاستطبته.
فقلت : طيب والله ، فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً رأساً
ويقدم لي الدماغ وأنا لا أعلم ، فلما خرجت لأرحل نظرت حول بيته
دماً عظيماً وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره .
فقلت له : لم فعلت ذلك؟
فقال: يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه فأبخل عليك به
إن ذلك لسُبة على العرب قبيحة!
قيل يا حاتم : فما الذي عوضته؟
قال: ثلاثمائة ناقة حمراء وخمسمائة رأس من الغنم
فقيل: إذاً أنت أكرم منه
فقال: بل هو أكرم، لأنه جاء بكل ما يملك وإنما جدت بقليل من كثير.
رد مع اقتباس
بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى
هي جمع زُبْيَة. وهي حُفْرة تُحْفَر للأسد إذا أرادوا صَيْده، وأصلُها الرابية
لا يَعْلُوها الماء فإذا بلغها السيلُ كان جارفا مُجْحفاً. يضرب لما جاوز الحد.
قال المؤرج: حدثني سعيد بن سماك بن حَرْب عن أبيه عن ابن النعتنر
قال: أُتِيَ مُعاذُ بن جبل بثلاثة نَفَر فتلهم أسد في زُبْيَة فلم يدر كيف يفتيهم
فسأل علياً رضي الله عنه وهو مُحْتَبٍ بفِناء الكعبة، فقال: قُصُّوا عليَّ خبركم
قالوا: صِدْنا أَسَداً في زُبْية، فاجتمعنا عليه، فتدافع الناسُ عليها
فَرَمَوُا برجل فيها فتعلق الرجل بآخَرَ، وتعلق الآخر بآخر، فَهَووْا فيها
ثلاثتهم فقضَى فيها عليٌّ رضي الله عنه أن للأول رُبُعَ الدية، وللثاني النصف
وللثالث الدية كلها فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقضائه فيهم
فقال: لقد أَرْشَدَكَ الله للحق.