الحديثُ ذو شُجُون
يُضْرَب هذا المثل في الحديث يذكر بغيره من الأحاديث، وذو شجون
يعني ذا طرق وقد نظم الشيخ أبو بكر علي بن الحسين هذا المثل
ومثلاً أخر، في بيت واحد يقول: تَذَكَّرَ نَجْدًا والحديثُ شجونُ فحنَّ اشتياقًا
والجنونُ فنونُ وأول من قال هذا المثل ضبة من بني مضر، وكان له ابنان
اسم أحدهما سعد والآخر سعيد وقد وجههما لرد إبل له ضلت في الصحراء
فتفرقا ووجدها سعد فردها ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحارث بن كعب
فقتله وأخذ برديه.
فكان ضبة إذا أمسى ورأى في الليل سوادًا قال: سعداً أم سعيدًا؟
فذهبت مثلاً. ثم ذهب الى مكة للحج فلقي الحارث بن كعب وعليه بردا
ابنه سعيد فسأله عنهما، فقال: "لقيت غلامًا سألته إياهما فأبى فقتلته وأخذتهما".
فقال ضبة: "بسيفك هذا؟" قال: "نعم"، فقال: "أرنيه أنظر إليه؟"
فأعطاه الحارث السيف فلما أخذه هزه، وقال: "الحديثُ ذو شجون"
ثم ضربه به فقتله، فقيل له: "يا ضبة، أفي الشهر الحرام؟"
قال: "سبق السيفُ العَذلَ؟" فهو أول من قال هذه الأمثال الثلاثة